عبق التاريخ والكفاح
ترتبط المقاهي في مصر المحروسة بتاريخ من الكفاح فمنها تهب رياح الثورات و نسمات التغيير و فيها
يولد الأدباء و المفكرون و ينشرون الثقافة و رسالات التنوير من فوق كراسي المقاهي و من بين زواياها ..
و من أبرز هذة المقاهي مقهى عمارة “متاتيا” فما هي حكاية هذا المقهى ؟
كانت أرض “عمارة متاتيا” فى القرن الـ 19 أرضا خلاء ، ولذا كان ميدانا العتبة والأوبرا الحاليين
ميدانا واحدا اسمه “ميدان أزبك” نسبة إلى أزبك باشا العثمانى الذى اتخذ من تلك المنطقة
المركزية فى وسط القاهرة مقرا له ..
فى العام 1869م وبمناسبة الاحتفالات العالمية التى صاحبت افتتاح قناة السويس كلف الخديوى
إسماعيل المهندس الفرنسى هوسمان بإعادة تخطيط الميدان ، لكن ولأسباب غير معروفة ترك هوسمان
المهمة و تولى الأمر بعده مهندس إيطالى حباه الله بنزعة فنية فى تصميماته ، اسمه
( متاتيا ) و قد قام بتحديث المنطقة المركزية لمدينة القاهرة ، وخطط حديقة الأزبكية وصمم دار الأوبرا
فى مكانها التاريخى الشهير قبل أن تحترق
لا نعرف على وجه التحديد العام الذى بنيت فيه عمارة ” متاتيا ” التى حملت اسم المهندس الإيطالى
و اسم المقهى الشهير و من الأرجح انه تم بنائها في عام 1875 و العمارة شامخة فى ميدان العتبة ،
و مبهرة و مشهورة لعدة أسباب أولاً : أن بها واحدة من أهم اللوكاندات ( لوكاندة مصر )
ثانيا : أن المهندس متاتيا استقدم عددا من فرق الأوكروبات الأوروبية التى كانت تقيم عروضها
أسفل العمارة ومنذ ذلك الحين شغلت الناس وأصبحت ملء السمع والبصر ..
ثالثا : أن المهندس أنشأ مقهى عموميا حمل اسمه واسم العمارة ( متاتيا )
و قد جلس على مقاعد هذا المقهى شخصيات ذات أسماء رنانة فى تاريخنا ، أبرزهم على الإطلاق
جمال الدين الأفغانى الذى ألقى أول خطاب سياسى له من هذا المقهى كما أسس من خلاله أول
حزب سياسى فى التاريخ الحديث ..
و من أبرز رواد قهوة متاتيا :
الرجوع تتمة المقال