كلمتنا

زيزينيا قصة الأبعاد السبعة للهوية المصرية

زيزينيا قصة الأبعاد السبعة للهوية المصرية

 البعد  الشعبي ثري جدا في أحداث المسلسل ، بعد الجذور في الأرض ، و يتضح من خلال  علاقات متعددة لبطلنا بشر ، مع زوجة أبيه الست آمنة التي قامت بتربيته ،  وهى تبدو لنا و كأنها شخصية اسطورية تملك خبرات لا نهائية متراكمة ، فهى  رمز مصر القديمة ، السيدة القوية الطيبة الحازمة في مزيج مرسوم بعناية ، و  كذلك علاقته المتوازنة مع والده الحاج عامر عبد الظاهر ، و يتبلور هذا  البعد في زواج بشر بعزيزة – إبنة أخت آمنة – الفتاة المصرية البسيطة هادئة  الجمال ، و التي ترمز إلى الإنحياز إلى الموروثات الشعبية الراقية في غير  إبتذال و عالم العادات و التقاليد المصرية الموجودة بالفطرة في خلايانا  المصرية

 البعد الإجتماعي ، و يكشف فيه عكاشة عورات المجتمع و  سلبياته ، البعد واضح جدا دراميا من خلال علاقة بشر بأخويه خميس و مرشدي ، و  هما للأسف رمزا الكسل و الجهل و الحنق و إنعدام الهمة في المجتمع المصري ،  و يختار المؤلف خميس ليصبح رمزا أكثر وضوحا للسوقية و كراهية التفوق و  الحقد ، لذا يقدم أسامة روشتة بسيطة للحل تتمثل في عدم قدرة خميس عامر على  الإنجاب ، و كأنها رسالة صريحة للقضاء على تلك الأمراض الإجتماعية من أجل  المستقبل

 وفي نفس السياق ، يمثل رفاعي الصعيدي القادم من جنوب مصر  رمزا للتغير المستمر و ديناميكية الحركة في المجتمع ، و نلاحظ عبقرية  عكاشة في تحقيق التكامل بين أربع عوامل مختلفة في خلفية الأحداث صنعت ذلك  التغير المجتمعي ، علاقة رفاعي بالأخوين مزراحي التجار اليهود ، و صداقته  غير المتكافئة مع كذاب الزفة شناوي ، وفشله في الزواج من حبيبته بياضة ، و  عدائه المعلن الصريح مع خميس مرشدي ، و كأن عكاشة يريد أن يقول أن التغيرات  الإجتماعية في مصر بأشكالها المختلفة مستقبلا سواء إيجابا أو سلبا ، سوف  تتأثر بعوامل خطط اليهود و ثقافة النفاق المجتمعي و هزيمة المعاني النبيلة  وإنكسارها مع إستمرار المعركة الإجتماعية بين مصر الحضارة التاريخ و من  يمثلها و رموز السوقية و الجهل

 البعد الحضاري و الإقتصادي حاضر و  بقوة ، فموقع مصر فرض عليها حتمية التعاون الوثيق مع الجار الأوروبي ، و  أختار المؤلف أيطاليا بكل ثرائها الحضاري و تقاربها الفكري مع مصر لتكون  رمزا لذلك البعد ، و يظهر ذلك من خلال الأم الأيطالية لبشر ، و علاقة بشر  مع خاله المليونير الغامض الدون دولورنزي ، و تكتمل الصورة باضطرار بشر إلى  الزواج من إبنة خاله الأيطالية لأسباب تجارية إقتصادية ، و هو الإسقاط  الذي لا يحتاج إلى شرح أو تعقيب

Facebook
Twitter
LinkedIn

تواصل معنا على

انخرط الأن

شاهد أيضا