جاء سفيان بن عبد الله إلى النبي ﷺ وقال له: تشعب بنا الإسلام فقل لى في الإسلام قولاً لا أسأل أحداً بعدك فيه، قال: ” قل آمنت بالله ثم استقم “، وأتاه شخص آخر قال: يا رسول الله ﷺ أريد شيئاً لا أسأل أحداً بعدك فيه بحيث يجتمع لى الإسلام، فقال: ” لا يزال لسانك رطباً بذكر الله “، “قل آمنت بالله ثم استقم”
إذن الذي يساعد على الالتزام بالدين وأوامر الله تعالى هو الذكر، يقول الله عز وجل {ِإِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} أي أكبر من الصلاة.
عندما يبدأ الإنسان بذكر الله كثيراً، يبدأ بما يسميه أهل الله (الأساس) وهو: أن أستغفر الله أو أستغفر الله العظيم مائة مرة، ثم أصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأي صيغة مائة مرة، ثم أقول لا إله إلا الله مائة مرة،
بهذا الترتيب الاستغفار ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو واسطة بين الحق والخلق، لأنه هو صاحب الوحيين الكتاب والسنة، هو النبي المرسل صلى الله عليه وآله وسلم الذي ارتضاه الله لنا فنصلي عليه،
قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } فنحن نصلي عليه ونسلم، ثم بعد ذلك نذكر كلمة التوحيد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (خير ما قلت وقال النبيون من قبلي لا إله إلا الله).
هذه هي حقيقة الكون، هذه هي ملخص الإسلام، هذه هي حقيقة الدين، هذه هي حقيقة الإنسان، أنه لا إله – قد خلقه ورزقه وأحياه وأماته – إلا الله سبحانه رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم.
نقول -صباحًا ومساءً- المئات الثلاثة هذه: مائة مرة أستغفر الله، مائة مرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مائة مرة لاإله إلا الله، والليل يبدأ من الغروب إلى الفجر، والصبح أو النهار أو اليوم يبدأ من أذان الفجر إلى أذان المغرب قال تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ } إذن الليل يبدأ من المغرب، وقوله {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ }،
الخيط الأبيض هذا بداية النهار يبدأ من الفجر، إذن علينا أن نذكر الله كثيراً، وذكر الله كثيراً أقله هو هذه المئات الثلاثة التي أرشدنا الله تعالى إليها: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ¤ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً ¤ ويُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وبَنِينَ ويَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ ويَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً }
إذن الإنسان في مسيرته مع الله يبدأ خطوة خطوة ” إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى “، أي من أحب أن يسرع جدًّا بمشقة على نفسه يقتل راحلته (الجمل) وفي نفس الوقت لا يقطع أية مسافة، إذن فعلينا بالهُوَيْنى.
والشعور بالتقصير هو شعور طيب، لكن ينبغي علينا ألا نجعله معطّلاً لنا عن الاستمرار، ولا يحدث لنا شيئًا من الإحباط في أنفسنا.
Summary
الاسم
احمد محمد علي
الصفة
رئيس التحرير
Company
كلمتنا