عقوبة بلا محاكمة وسجن بلا سجان
منذ استحداث السجون كعقوبة تعزيرية لكل من يخالف القانون ، والى وقتنا الحالى مازالت تُستخدم ،
ولكن بعد محاكمة وتقدير الجريمة ومدى العقوبة التى ستوُقع على المخالف.
ولكن كما يُقال “ياما فى الحبس مظاليم” ، وبالفعل كان هناك على مدى التاريخ من يُزج به الى السجن
ظُلما وبهتانا ، ولنا فى نبى الله “يوسف الصديق” العبرة ، حينما أُدخل السجن انتقاما وهروبا من بطش
العزيز وإغواء زوجته “زليخا” وقضى بضع سنين ثم خرج عزيزا مؤيَدا بشهادة الجميع على صدقه ونقاء
سريرته.
والان ونحن قد دخلنا سجنا اختياريا بسبب فيروس “كورونا” اللعين ، وباتت البيوت قضبانا بلا سجان ،
وعقوبة بلا محاكمة .
غير أن من يتم الحكم عليهم بالسجن ، يتم تحديد مدة العقوبة ومكان وكيفية قضاءها ، ان كانت مع وقف
التنفيذ أو مشمولة بالنفاذ.
وهانحن الان داخل سجن من صنع ايدينا ودخلنا فيه دون محاكمة ودون تحقيق أو تحديد مدة للعقوبة.
فى السجن الاعتيادى لا يتكفل المسجون بالمأكل أو المشرب أو حتى يُطلب منه دفع فاتورة مع نهاية
عقوبته، هو فقط قيد الحبس خلف القضبان يؤدى ما عليه من واجبات طبق لوائح وقوانين التى تنظم
عمل تلك المنشآت، حتى انه يخرج قبل موعده اذا كان حسن السير والسلوك.
أما نحن فأصبح القلق والخوف من المجهول هو الفيروس الحقيقى ، وبات هوس البعض بتخزين المؤن
والمواد التموينية خشية نفاذها من الاسواق.
مهما كان المخزون ومهما تزاحمنا للفوز ببضع حبات من قوت ، هل ضمن أحدنا أن يعيش حتى يستفيد
مما قام بتخزينه!
التوكل على الله هو الاخذ بالاسباب مع اليقين التام بقدرة الله وحكمته، الا أن ما نحن فيه الان هو أبعد
مال يكون عن معنى التوكل ، بل ان أحسنا الظن بالله لما تمكن القلق منا ولما لهثنا خلف كل ماهو مادى .
الاسلام دين وسطى ، يوازن بين المادة والروح ، بين الافراط والتفريط ، وقد وصف الله أمتنا حين قال
“وكذلك جعلناكم أمة وسطا” .. فهيا نعد الى الاعتدال والتوسط حتى تستقيم حياتنا من جديد .
#هلوسات_هندسية
Summary
الاسم
معتز ابو عمر
الصفة
محرر
Company
كلمتنا