هولاكو طاغية الزمان
يتبادر إلى أذهان العرب عامة والمسلمين خاصة عند ذكر اسم التتار أو المغول
جميع الصفات الوحشية التي لا تمت للإنسانية بشيء، والقسوة والإبادة
والدمار الشامل، وكل هذه الصفات البشعة تتجسد في شخص واحد
اسمه «هولاكو» الذي صار علمًا للطغاة والسفاحين وكبار المجرمين.
هو الطاغية والقاتل الوحشي «هولاكو بن تولوي بن جنكيز خان»،
فهو حفيد جنكيز خان، وأقرب أحفاده في الأخلاق والطباع، وكان جنكيز خان
قد قسم العالم قبل وفاته على أبنائه الأربعة، وكانت منطقة خراسان وفارس
والعراق إلى منتهى ما يفتح من غرب المعمورة من نصيب أسرة «تولوي»
التي تولت اجتياح العالم العربي و الإسلامي.
كان هولاكو شديد الكره والبغض للعرب عامة وللإسلام خاصة ،وكان يسعى
جاهدا لإنهاء الإسلام والمسلمين، وتدمير كل ماهو عربي
وشن من أجل ذلك حملاته الوحشية المرعبة على العراق والشام،
وارتكب أكبر مجزرة عرفتها البشرية حتى الآن، عندما استولى على
بغداد بمساعدة الوزير ابن العلقمي وأسقط الخلافة العباسية سنة 656هـ،
حيث قتل قرابة المليونين من العرب و المسلمين، هذا خلاف ما قتله من
العزل الأبرياء في غير بغداد وهم قرابة هذا العدد أيضًا، وذلك بسبب تأثير زوجته
المتوحشة «ظفر خاتون» التي كانت تحرضه ليل نهار على إبادة العرب والمسلمين،
على الرغم من أن هولاكو كان وثنيًّا لا دين له .
و عندما وصل إلى دمشق من أجل احتلالها، وصله خبر وفاة أخيه ولذلك عاد مسرعاً
إلى قرة قورم لاختيار الحاكم الأعظم الجديد للمغول ، وترك كتبغا قائداً للجيوش من
أجل احتلال دمشق في موقع عين جالوت، إلّا أنّ كتبغا قُتل، وهُزم التتار في ذلك الوقت،
وبعد ذلك أراد بركة خان وهو ابن عم هولاكو الذي اعتنق الإسلام هو وكل أفراد القبيلة
الذهبية المغولية في الشمال بروسيا أن ينتقم من هولاكو لما فعله هولاكو بالمسلمين،
فانتصر بركة خان، في معارك كثيرة على هولاكو وشق صف المغول ، كما هرب كبار القادة
في جيش هولاكو إلى الشام، ومصر وأعلنوا إسلامهم، وأراد هولاكو أن يدمّر المماليك الذين
هزموه إلّا أنّ الظاهر بيبرس تصدى له، وانتصر عليه، وأصيب هولاكو نتيجة لهذه الهزائم المتتالية والانتكاسات بالتبول اللا ارادي و الصرع الشديد حتى أنّه بدأ يعوي كالكلاب ، و لم يتمكن أي طبيب من معالجته ، وبعد فترة قصيرة من المرض مات هولاكو الطاغيةفي يوم الإثنين الثامن من شهر فبراير لعام
1265 ميلاديّة، ودفن في جزيرة كابودي بالقرب من بحيرة أورميا.
وحتى في جنازة هولاكو
لم تكن عادية، بل كانت الجنازة الوحيدة التي تمت التضحية فيها بذبيحة بشرية. ولم يتبقى ل هولاكو المغولي سوى اسمه المتوحش وأعماله السيئة ببغداد وباقي الدول العربية
و الإسلامية ، بعد أن عانت من جبروته ومن سطوته وجنونه مثلما عانت من جده جنكيز خان المجنون فعلياً، ولكن التاريخ يثبت لنا أن لكل ظالم نهاية.
وهذه كانت نهاية هولاكو.
Summary
الاسم
احمد محمد علي
الصفة
رئيس التحرير
Company
كلمتنا