تاريخ الفتوات في مصر
نهاية القرن التاسع وبداية القرن العشرين عرفت مصر زمن الفتوات.. ومابين الشهامة وكرم الأخلاق والسعي
لتحقيق العدل ونصرة المظلوم؛ والظلم وفرض الإتاوات والغرور بالقوة تنوعت حكاياتهم، وتوارثت الأجيال أخباراهم
فتوة بعد الآخر.. لكن يبقى أبرزهم وأكثرهم شهرة هو عبدالحميد عمر الشهير بـ”حميدو” فتوة الإسكندرية الذي لقبه
الخديوي عباس حلمي الثاني بـ”الفارس”.
ولد حميدو الفارس في مدينة الإسكندرية في عام 1890.. لم يذكر التاريخ وظيفته الأساسية.. لكن تحدثت
المصادر المختلفة- التي اعتمدت على حوار أجرته مجلة “البوليس” مع شقيقه محمد في عددها الصادر في
18 أغسطس من عام 1957- عن ملامحه وأهم محطاته..
وفقا لما ذكره الحوار الذي أشرنا إليه، اشتهر حميدو بجمجمته الصلبة التي كانت “روسية اسكندراني” واحدة منها
كفيلة بالقضاء على حياة خصمه فورًا، وكذلك بهئيته التي اختارها لنفسه، فسرواله التركي الأسود وطربوشه المغربي المميز وشاله الأبيض .. كلها تفاصيل جعلت له هيئة خاصة تثير الهيبة في نفوس أهل بحري والسيالة بمجرد مروره بصحبة أتباعه وهم يحملون العصى، ليختبأ الجميع في منازلهم خوفًا ورهبة.
لكن كيف التقى حميدو بالخديوي عباس حلمي الثاني ليمنحه لقب “الفارس”؟
الرجوع تتمة المقال