نهضة الصناعة في عهد محمد علي

بعد ما تولى محمد على باشا  الحكم في مصر كانت البلاد تعانى من

تدهور شديد فى مجال الصناعة وجد محمد علي باشا أن أفضل الطرق

للنهوض بالصناعة هو إتباع سياسة احتكار الإنتاج الحرفي لكي تحقق

هدفها الأساسي وهو بناء القوة الذاتية للبلاد بدون اللجوء للاستيراد

من الخارج وتعددت انواع الصناعات التى أدخلها محمد علي باشا وكان منها الآتي..

• الصناعات التي ترتبط بالغذاء :

و تتمثل فى مطاحن الحبوب والغلال وعمل الخبز ..

وكذلك التوجه للجزارة وتفريخ الدجاج ..

وزراعة وتحضير الفول بأنواعه …

وتصنيع الخل والزبيب وماء الورد .. وطحن البن وصناعة الفطير..

ثم كانت الصناعات المتعلقة بالملابس وهي صناعة الغزل والنسيج والصباغة والتطريز ومهنة العقادية وكذلك الدباغة بسور مجرى العيون وصناعة الأحذية والسروج والبرادع والخياطة وصناعة الفراء والجلود..

قام محمد على باشا فابريقة مصنع  الغزل والنسيج بالخرنفش عام 1816 واستقدم للعمل بها عمالا فنيين من مدينة فلورنسا بإيطاليا كان تخصصهم فى غزل خيوط الحرير لصناعة القطيفة والساتان الخفيف ..

وبعدها بفترة قصيرة  نُقِلت الأنوال الخاصة بصناعة الحرير إلى فابريقة أخرى وتم وضع  مغازل للقطن بدلا منها وماكينات لصنع الأقمشة القطيفة وتم تركيب  مائة دولاباً.. كان منها عشرة  للغزل السميك وتسعون دولاب للغزل الرفيع.

تنوعت وانتشرت صناعات النسيج في مصر بعدها فقام محمد علي باشا بإنشاء مصنع نسيج البركال..

وهو نوع من قماش الشيت الرفيع

ومصنع الجوخ في بولاق.

.. ثم أنشأ مصنع أمشاط الغزل بحي السيدة زينب..

 ومصنع الحرير الذى غرس فيه باشا أشجار التوت – ليكثر من إنتاج الحرير كما أحضر من الأسيتانا عمالا

تخصصهم فى الحرير ونسجه وصنع الأقمشة الحريرية منه بكل أنواعها كما ينسج فى الأسيتانا وفي جودة الحرير الهندي..

بعدها أنشأ محمد علي باشا مصنعاً لمنسوجات الصوف ليتم تصنيع ملابس البحارة المصريين به وكذلك صناعة البطاطين .

ثم توجه محمد علي بعدها لإنشاء  فابريقة الطرابيش بمنطقة فوة فوه وكانت من أهم المصانع التى أسسها سواء فى نظامها أو فى قلة نفقاتها أو تفوقها من حيث جودة مصنوعاتها.

انتشرت بعدها في مصر مصانع الغزل والنسيج  بالوجهين البحرى والقبلى كما أنشأ مصانع أخرى مختلفة منها مصنع للصابون ومدبغة للجلود برشيد ومصنع للزجاج والصينى وآخر للشمع

ثم قامت الحكومة بإنشاء  فابريقة. مالطة. بمنطقة بولاق وسميت بهذا الاسم نسبة إلى العدد الكبير من العمال المالطيين الذين كانوا يشتغلون فيها وادخل بها ورشة تضم عمالا من كل الحرف ومدربين جيدا لإصلاح آلاتها وإصلاح آلات مصانع الوجهين البحرى والقبلى وبها أيضاً ورشة للنجارة يعمل بها صناع فرنسيون وأروام يقومون بصناعة نماذج  دقيقة

وكذلك ورشتان للخراطة تحوي كل ورشة منهما آلة ضخمة تحركها ثمانية من الثيران وإحدى هاتين الورشتين إذا تحركت دواليبها حركت معها محافر ومناشر لنشر الخشب والنحاس

وبالقرب من فابريقة

. مالطة. كان هناك ثمانون ورشة حدادة لصناعة مراسى المراكب وكل ما يلزم لبناء السفن. ومايلزم من الحديد والفحم لهذه الورش ويلحق بالفابريقة معمل لسبك الحديد .

كذلك تم إجبار مشايخ الحارات والفتوات علي جمع الصبية للعمل في المصانع إجبارياً

و قام بعمل بعثات لأوربا منذ عام 1809. وكانت البعثات وجهتها لإيطاليا وفرنسا و النمسا وانجلترا لدراسة كل ما يخص ويلزم الصناعات وفنونها المختلفة وكذلك أيضا ترجمة الكتب الصناعية

للاستفادة منها وتدريسها بعد ذلك في مصر..